! لا تستثمر

“قبل أن تصمم “وثيقة الاستثمار

لمحتوى مسموع لهذه التدوينة، يمكنك ذلك عبر هذه الحلقة من بودكاست فِطنَة:

بودكاست فِطنَة

ذكرنا سابقاً ماهية الاستثمار وكيف أن لكل مستثمر دورة حياة استثمارية يجب على المسثمر استغلال كل مرحلة منها بأفضل الطرق. أيضا استعرضنا أين تستطيع أن تستثمر.

في هذا المقال، سأحاول شرح أحد أهم الوثائق التي تساعدك في التركيز على أهدافك الاستثمارية، وكيف يمكنك تصميمها لتناسب ماذكرناه في المقالات السابقة. 


المقال طويل نسبياً لأهميته .. قد يأخذ من 10 دقائق للقراءة .. وساعات للتفكير .. وأيام للإجابة على الأسئلة (الأداة في نهاية المقال تساعدك في اختزال وقت الجزئية الأخيرة عن طريق أخذك في مسار للإجابة على الأسئلة)


قبل أن نبدا بالاطلاع على كيفية تصميمها:


ما هي “وثيقة الاستثمار” (Investment Policy Statement)؟

هي وثيقة يستخدمها المستثمر أو موكله، لاتخاذ القرارات الاستثمارية.


من يستخدم هذه الوثيقة؟

جميع المستثمرين، من المستثمر المبتدء إلى الصناديق الحكومية كصندوق الاستثمارات العامة. وثيقة الاستثمار تساعدك في الوصول للأهداف الاستثمارية على المدى الطويل; بتجنب الهلع والذعر في حالة انخفاض الأسواق بشكل مفاجئ وعرضي، وعدم الحيد عن الأهداف الاستثمارية المسبق تحديدها.


تساعد هذه الوثيقة بتجنب وقوع أيٍ من الأخطاء التالية، على سبيل المثال لا الحصر:

  • الاستثمار بفرصة استثمارية غير متوائمة مع قدرة المستثمر لتحمل المخاطر.

  • الاستثمار في استثمارات لاتناسب المرحلة الحالية من دورة حياة المستثمر.

  • اتخاذ قرارات مبنية على حالة السوق قصيرة المدى.

  • استغلال الوكيل (مدير الأصول بالوكالة) أصول المستثمر في نفع جهة أخرى غير المستثمر.


أغلب المستثمرون الأفراد يقعون في أحد أو معظم الأخطاء المذكورة. سأركز في شرح تصميم “وثيقة الاستثمار” الخاصة بالأفراد وذلك كمحاولة لتجنب التعقيد والتفصيل (حيث أن الوثائق الاستثمارية الخاصة بالصناديق والشركات لاتقتصر على الوثيقة، بل تمتد إلى مجالس إدارة ولائحة حوكمة وغيرها من التفاصيل التي لا تخص المستثمر الفرد).



لماذا نستخدم هذه الوثيقة؟

بطبيعة الحال، يمر المستثمر كأي إنسان بحالة تقلب في المزاج وتأثيرات خارجية من المصادر التسويقية والإخبارية ثؤثر على سلوكه وتفكيره، مما يجعل القرارات مندفعة تحت ضغط هذه المتغيرات.


وضوح الوثيقة يجعل المستثمر قادر على تنقيح واختبار الفرص الاستثمارية بناءً على وثيقة مطورة مسبقاً بنيت على تحليل وتطلع صادق مع النفس. لذا يجب أن ننبه على أهمية انتباه المستثمر لنزعاته (Biases) عند تطوير هذه الوثيقة. يفضل أن يتم تخصيص الوقت والمكان المناسب عند تطوير هذه الوثيقة بحيث يطورها المستثمر وهو في هيئة تأمل، بعيداً عن المؤثرات الخارجية (Meditation state).


ماهي المكونات الأساسية لوثيقة الاستثمار؟

عند تصميم وثيقة الاستثمار يجب أن تحتوي على مكونات أساسية تحكم هذه الوثيقة وتجعلها واضحة ومحددة بحيث يمكن استخدامها من قبل شخص آخر. حتى وإن كانت ستستخدم من قبلكم فقط، يجب أن تكون واضحة ومحددة.


سأضع أسئلة تحت كل مكون من مكونات الوثيقة لمساعدتكم في بناء وتصميم وثيقة الاستثمار الخاصة بكم.


  1. الأهداف الاستثمارية

    ماهو الهدف من الاستثمار؟

    لمدة كم سنة ستستثمر؟

    ماهي التكاليف الاستثمارية المعقولة في نظرك؟

    ما مدى قدرتك على تحمل المخاطر؟ كم تستطيع أن تخسر؟

    هل يوجد احتياج للسيولة على المدى القريب؟ كم نسبته من المحفظة؟

    ماهي نسبة العائد على الاستثمار المستهدف (ROI)؟

  2. الفلسفة الاستثمارية

    كيف تتعامل مع المخاطر عند حدوثها؟

    ما هي الاستثمارات الأساسية التي يجب أن تكون في محفظتك؟

    ماهو أسلوبك في التنويع (Diversification) لاستثماراتك؟

    ماهي طريقة الشراء المناسبة لك والتكرار لعمليات الاستثمار خلال السنة؟

  3. طريقة اختيار الاستثمارات

    ماهي نسبة الاستثمارات في الأسواق المحلية والأسواق الأخرى؟

    أي الأدوات الاستثمارية وكم نسبة كل منها؟

    ما هو نوع الشركات؟ كبيرة أو صغيرة؟ شركات نمو أو توزيع أرباح؟

    كم نسبة كل نوع من هذه الأصول في المحفظة؟

    ماهو الحد الأدنى والأعلى لكل نوع من الاستثمارات؟

    كم نسبة النقد في المحفظة؟

    أي أصول أخرى؟

  4. متابعة الأداء

    متى تتابع أداء محفظتك؟ وكم مرة في السنة؟

    كيف ستحدد إذا كان الأداء جيد أو سيء لكل نوع من الاستثمارات والمحفظة ككل (SMART-KPIs)؟

    ماهي الحدود التي ستبيع كل نوع عند الخسارة أو الربح؟

    هل أداء المحفظة قريب من المؤشرات؟ وماهي هذه المؤشرات؟

    هل الاستثمارات الحالية تقع ضمن أهدافك أو حصل بها تغير جوهري؟

  5. التحديث الدوري للوثيقة

    هل الوثيقة تخدم المرحلة الحالية لدورة حياتك كمستثمر؟

    هل تمثل هذه الوثيقة فلسفتك الاستثمارية؟

    متى يجب أن تحدث هذه الوثيقة؟


هنالك مكونات أخرى قد تكون مهمة خصوصاً إذا كان هنالك من ينوب عن المستثمر في اتخاذ القرارات الاستثمارية، وهي كالتالي:

  1. ملخص تنفيذي

    يتم فيها تلخيص الأهداف الاستثمارية وفلسفة الاستثمار.

  2. المهام الموكلة والمسؤليات

    توضح فيها حدود المهام الموكلة للوكيل ومتى يجب أن يرجع لك كمستثمر عند اتخاذ القرارات الاستثمارية.

قد ينتهي بك الأمر في تصميم وثيقة طويلة، ولكن في الغالب تكون الوثيقة من عدة صفحات (2-5 صفحات).




المهم هو الدقة والوضوح في وثيقة الاستثمار:


فلك أن تتخيل أنك ستتخذ قرارات استثمارية على مدى عقود وفي أوقات مختلفة من السنة، وبحالة ذهنية متقلبة. إذا لم يكن هنالك ما يحكم هذه القرارات ستصبح عشوائية وربما لن تصل إلى الأهداف المرجوة!




أعلم أن الأسئلة كثيرة، ولجعلكم تتخذون الخطوة الصحيحة نحو استثمار آمن وبالطريقة المثلى، صممت الوثيقة على شكل أداة تجدونها في الزر أدناه.


بمجرد انتهائكم من التعبئة والتسليم، سيرسل إليكم نسخة PDF من الوثيقة على البريد المسجل. يمكنك طباعة الوثيقة واستخدامها عند اتخاذ القرارات الاستثمارية, الأداه بالأسفل:


إذا واجهتكم أسئلة لاتعرفون إجابتها عن الاستثمار، حتماً المواضيع أدناه ستساعدكم على الإجابة:


كيف ترفع دخلك ؟

الادخار أم الاستثمار ؟

أرباح معقولة !

هل يمكن التنبؤ بعوائد الاستثمار ؟

القوة المركبة !

لا تستثمر!

سأستثمر ولكن أين؟

لماذا نستثمر؟

هل لكل شخص دورة حياة كمستثمر؟



..نراكم في الغابة قريباً!

تم كتابة هذا المحتوى لأغراض إثراء المحتوى المعرفي ولا ينبغي استخدام المعلومات المقدمة على/عن طريق هذا الموقع كبديل لأي شكل من أشكال المشورة. وسوف تكون نتائج القرارات المبنية على هذه المعلومات على مسؤوليتك الخاصة. وعلى الرغم من أن المؤلف/الكاتب/الناشر يحاول توفير معلومات دقيقة وكاملة ومحدثة و التي تم الحصول عليها من مصادر يعتقد أنها موثوقه، إلا أن المؤلف/الكاتب/الناشر لا يضمن أو يتعهد ما إذا كانت المعلومات المقدمة عن طريق هذا الموقع دقيقة ومحدثة. ولا يعتبر المؤلف/الكاتب/الناشر مسؤول عن أي خسائر ناتجة من القرارات المتخذة من قبلك.