ركمجة المخاطر

المعلم الأول للإنسان 

اكتشفت بعد تجارب بسيطة في هذه الحياة، أن المخاطر هي المعلم الأول للإنسان، ولباقي الكائنات أيضاً. يمكننا تسمية عملية التعلم هذه بـ “ركمجة المخاطر”


لنأخذ مثال الطفل، لاحظت أن الأطفال لديهم شهية كبيرة على أخذ المخاطر، وبهذا، يكون الطفل في منحنى تعلّم قوي الحدة يتناسب مع هذه الشهية في أخذ المخاطر. قد لا تتكرر هذه الفرصة للكثير بعد تجاوز مرحلة الطفولة


مثال آخر لبالغ عاقل، لنتخيل أن هذه الشخص يعمل كخباز. هذا الخباز يخبز الخبز بطريقة معينة منذ فترة من الزمن، والأمور "ماشية”. لو استمر بالخبز بهذه الطريقة، فربما ستستقر قيمة ثروته الإنسانية (المعرفية والحرفية والمادية المنقولة للأجيال التي تليه) ولكن! قد تنخفض قيمة هذه الثروة، فلا يوجد ما يضمن استقرار قيمتها ولا انتقال فائدتها للأجيال من بعده. ماذا لو اتخذ هذا الخباز، خطوة جريئة ومخاطرة في تغيير جوهري في مكونات الخبز أو في طريقة خبزه للخبز؟ هنا، سيتعلم الكثير، حتى إن لم ينجح في تطوير ورفع ثروته “المادية”. ولكن بالتأكيد ارتفعت قيمة ثروته المعرفية والحرفية حتى لو كان التأثير غير إيجابي على ثروته المادية


هنالك بعد آخر لركمجة المخاطر، بالإضافة لرفع رصيد متخذ المخاطر معرفياً ومهارياً مثلاً، تعطي ركمجة المخاطر إحساس متزن ومُعَايَر للخوف من المجهول. وهذه قد تكون أهم ثمار الإقدام والتعلم، كالطفل لا يخاف ولكن يزرع الأبوين والمجتمع من حوله الكثير من الخوف فيه، لأسباب متعددة، منها الخوف عليه كطفل ومنها ماهو انعكاس لمخاوف من يحاول زرع هذا الخوف فيه. الخوف مكتسب في أغلب ما نخاف منه، ومتضخم في كثير من المناحي. الكل يأخذ مخاطر، اختر مخاطرك، فهنالك قيمة للفرص الضائعة، حتى في المخاطر!


لو لدي نصيحة لأي أحد في 2024، فستكون:


عُد طفلاً في زمانك غير جاهلِ.. مُخاطرٌ بالمكاسبِ متعلماً متحملِ