لماذا نستثمر؟

ماهو الاستثمار؟

لمحتوى مسموع لهذه التدوينة، يمكنك ذلك عبر هذه الحلقة من بودكاست فِطنَة:

بودكاست فِطنَة

بعدما طرحنا ماهية “دورة حياة المستثمر”، قد يكون هنالك سؤال يجب أن نجيب عليه وهو، لماذا نستثمر؟


الاستثمار كمفهوم تجريدي بعيداً عن المال، هو التخلي عن “شيء” اليوم للحصول على منفعة مستقبلاً تضاهي وزن هذا “الشيء” اليوم.


هذا “الشيء” قد يكون وقت أو جهد أو مال أو صحة أو علاقات أو أي شيء آخر، وبالمقابل أيضاً المنفعة قد تأخذ أي شكل. لنأخذ أمثلة على ذلك، فمثلاً الموظف يعطي وقته وجهده لشركته للحصول على مرتب في آخر الشهر ومميزات أخرى، فهذه منفعة حصلت بعد شهر زمان أو أقل من حصول استثمار الوقت والجهد، وهي منفعة تضاهي قيمة الوقت والجهد، وإلا لبحث الموظف لمصرف آخر يضع وقته وجهده فيه. ولو نظرنا إلى موظفين إثنين متساويين في كل شيء عدا أن أحدهما قد استثمر جزء من وقته سابقاً لتعلم مهارة ترفع من قدرته على إنتاج الأعمال بجودة ونوعية أفضل، فنجد أنه سيحصل على عائد أعلى من الآخر وذلك لاستثماره وقته سابقاً (باعتبار أن النظام الاقتصادي والاجتماعي في وضع صحي وتثبيت جميع المتغيرات الأخرى).


إذاً، يكون استثمار المال اليوم على أمل تحصيل قيمة ومنفعة أكبر مستقبلاً، مما تم استثماره اليوم.


لماذا نستثمر؟

لكلٍ منا أهداف قصيرة المدى وبعيدة المدى لرفع مستوى المعيشة وإضافة مايزيد من رفاهية الحياة، مجملاً تحقيق أهداف ترضي الذات وتصل بالشخص لحالة “الرضا الذاتي” (Self-actualization)، وليس بالضروري أن تكون الأهداف متعلقة بالرفاهية ومستوى المعيشة.


بصرف كل ما يدخل عليك من دخل اليوم، لن تستطيع التدرج إلى مستويات أعلى من رفاهية العيش أو تمويل حياة تعيش تفاصيلها كما تريد. يمكننا الوصول للأهداف القصير والبعيدة، بالادخار أولاً ثم استثمار ما تم ادخاره.


نقطتان مهمة في عملية الادخار، الأولى هي التخلي عن ما لايحتاجه الإنسان اليوم. عند تقييمكم بما في حوزتكم من الأشياء والعقود، ستجدون الكثير منها بنيت على إرضاء نفسي سطحي فقط، ولاوجود لحاجة حقيقية لها. قد يكون للمؤثرات الخارجية على الإنسان سبب قوي في خلق الحاجة النفسية، مثل الضغط الاجتماعي (Peer Pressure) وزحام العمليات التسويقية مستغلةً انتباه الشخص للمادة المشاهدة والمسموعة.

مالعمل؟

إعادة تقييم ماتحتاجونه فعلاً وكبح أي قرارات خارج نطاق ما تحتاجونه. أحد الأدوات المستخدمة للمساعدة في بناء الاحتياجات ومتابعتها، هو عمل ميزانية سنوية شخصية وللعائلة، ومتابعتها بشكل متكرر خلال السنة.


النقطة الثانية، تحديد الأهداف القصير والبعيدة التي تريدون تحقيقها وإلا كانت عملية الادخار والاستثمار عشوائية. بوضع الأهداف، ستتمكنون من تحديد كم ستدخرون والبحث عن نوع الاستثمارات التي ستاعدكم في تحقيق أهدافكم المحددة مسبقاً.


ماذا لو كانت الأهداف لا يمكن تحقيقها بالقيمة المدخرة اليوم؟

هنا يكمن الحل في مساحتين، (1) إما بتقليل المصاريف أكثر أو (2) برفع الدخل، ولا يوجد حل آخر مستدام غيرهما. وهنا تأتي مهمة الشخص في التعلم وبناء المهارات للتحصيل على دخل إضافي، بالإضافة إلى إدارة الموارد الحالية بشكل أفضل وكأنه يدير شركة.

قد تكون أحد الخدع الممكن استخدامها لتقليل المصاريف قبل شراء أي شيء، هو في تحويل قيمة هذا الشيء إلى عدد الساعات التي ستعملها اليوم للحصول على هذا الشيء، ومن هنا قد يساعد حساب قيمة الشيء بالساعات على اتخاذ قرار الشراء ومعرفة الاحتياج الحقيقي. هنالك أيضا خدعة أخرى يمكن استخدامها، وهي حساب تكلفة الفرصة الضائعة (Opportunity Cost)، ولكن لن نتطرق لها الآن.


سلسلة الفيديوهات (10 فيديوهات) التي يشرح فيها عبدالله السلوم ماهو “المال” وكيف أصبح اليوم، هي شرح بطريقة سهلة لماهية المال. سلسلة الفيديوهات مهمة لمعرفة ماهية المال قبل البدء بالنشاط الادخاري والاستثماري.



الفيديو الأول:


إذا واجهتكم أسئلة لاتعرفون إجابتها عن الاستثمار، حتماً المواضيع أدناه ستساعدكم على الإجابة:


كيف ترفع دخلك ؟

الادخار أم الاستثمار ؟

أرباح معقولة !

هل يمكن التنبؤ بعوائد الاستثمار ؟

القوة المركبة !

لا تستثمر!

سأستثمر ولكن أين؟

لماذا نستثمر؟

هل لكل شخص دورة حياة كمستثمر؟



..نراكم في الغابة قريباً!

تم كتابة هذا المحتوى لأغراض إثراء المحتوى المعرفي ولا ينبغي استخدام المعلومات المقدمة على/عن طريق هذا الموقع كبديل لأي شكل من أشكال المشورة. وسوف تكون نتائج القرارات المبنية على هذه المعلومات على مسؤوليتك الخاصة. وعلى الرغم من أن المؤلف/الكاتب/الناشر يحاول توفير معلومات دقيقة وكاملة ومحدثة و التي تم الحصول عليها من مصادر يعتقد أنها موثوقه، إلا أن المؤلف/الكاتب/الناشر لا يضمن أو يتعهد ما إذا كانت المعلومات المقدمة عن طريق هذا الموقع دقيقة ومحدثة. ولا يعتبر المؤلف/الكاتب/الناشر مسؤول عن أي خسائر ناتجة من القرارات المتخذة من قبلك.