حجر و ماء


علاقة تقنية قديمة لصنع الحياة

خلال رحلتي في التعرف على الماء، هذا المركب اللاعضوي، لفهم ماهيته، وجدت أن هنالك علاقة وطيدة وقديمة منذ الأزل بين الماء والحجر لصنع الحياة. هل أنت مستعد لتعرف كيف يتعاون حجر جامد ومركب لاعضوي، في صنع الحياة؟

Stagnant water loses its purity and in cold weather becomes frozen; even so does inaction sap the vigor of the mind


تفقد المياه الراكدة نقاوتها، وتتجمد في الطقس البارد؛ حتى التقاعس عن العمل يستنزف قوة العقل

Leonardo da Vinci ليوناردو داڤنشي

هدئ من سرعة المياه بالحجر. ففي الحجر طاقة مختزنة أدت إلى تكوينه وتشكيله. استخدم هذه الطاقة المختزنه في تهدئة سرعة المياه وحصاد طاقتها الكامنة القادمة من السماء، ليبرعم ويحيا النبات ويخزن طاقة الشمس في أنسجته وجذوره وبذوره وثماره، فيستفيد منها بقية الكائنات في النمو والحياة. هذا هو النمو الأسيّ في الطبيعة، تنامي مصادر الطاقة للحياة لأضعاف الأضعاف، الاستثمار كما يمكن أن يكون في أفضل صوره!

التاريخ القديم


استخدم الإنسان “المصاطب Terrace” لحصاد مياه الأمطار وخزن المواد العضوية المنجرفة والتربة من قمم الجبال لرفع خصوبة تربة المصاطب لإنتاج الغذاء. يعتقد أن المصاطب بدأت قبل 5000 سنة (3 آلاف قبل الميلاد) في مرتفعات اليمن (العربية السعيدة Eudaemon Arabia) ومن ثم إنتشرت هذه التقنية في بقية الأرض لحضارات أخرى وظهرت في نماذج مثل حدائق بابل المعلقة  و جبال “الأنديز” لحضارة “الواري” و “الإنكا” وغيرها. اليوم، تقريباً تجد المصاطب الزراعية في كل مكان على وجه الأرض، في المناطق الجبلية وأي مكان له تضاريس منحدرة. وتتنوع مزروعات المصاطب، من الرز في اليابان والصين، إلى أعشاب الرعي في جبال الألب الأوروبية.


ما الذي يمنع من استخدام المصاطب في الصحراء؟ 


لا يوجد ما يمنع، بل أنه حلّ مهم في حصاد الأمطار في بيئة تندر فيها المياه. غالباً ما يكون هاطل المطر السنوي في الصحراء، في أيام معدودة من السنة. هل شاهدت سرعة السيول عندما يهطل المطر في الصحراء؟ سريعة جداً رغم انخفاض انحدار التضاريس!


تخيّل وضعنا خطوط من الحجارة لتخفيف سرعة السيول في عروق أودية الصحراء؟ ماذا سيحصل؟ حجر وماء، لصنع حياة في بيئة صحراوية هشة تنجرف تربتها كلما هطل مطر. سينبت النبات، وعندما يغطي التربة، يقلل من التبخر، ويجلب كائنات طبيعية تأوي في هذا المكان الحيوي وتزيد من خصوبة المكان.


هل من تجربة حية؟ نعم. في الفيديو التالي، شخص قام بعمل 20,000 سد حجري صغير على امتداد مسارات الماء في بيئة مستهلكة في جبال الشيريكاوا في ولاية أريزونا بأمريكا. النتائج مذهلة، وجذبت العديد من الباحثين خلال العقود الماضية لمعرفة تأثير هذا السلوك الإنساني في تهدئة سرعة المياه وأثره على النظام البيئي في المكان. مشاهدة مفيدة لك:

طيب حنا نعيش بمدن، كيف نستفيد من هالموضوع؟

مدينة (توسان، أريزونا)، غيرت من اللوائح وأصبحت تحفز الملاك لجمع مياه المطر


بل غيرت من تصاميم الأرصفة لتعمل بطريقة قريبة من المصاطب لجمع مياه الأمطار والسيول للري العميق مع اختيار أشجار محلية برية


شخص اسمه (براد لنكاستر) كان المحرك الأساسي لتغيير قوانين المدينة، هنا فيديو عن تجربته:

وش يمنعنا من الاستفادة

من هذه التقنية القديمة، فكر فيها